تعديل

الأحد، 3 ديسمبر 2017

اركان الايمان في الاسلام

اركان الايمان 


مـقـدمـة
أركان الإيـمـان ، وهي ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى. و لا يتم إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعاً على الوجه الذي دل عليه كتاب الله و سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم. و أما من جحد شيئاً منها فقد خرج عن دائرة الإيـمـان.
و قد جاء ذكر هذه الأركان في الكتاب و السنة, و نذكر من ذلك الأمثلة التالية:
قوله عزّ وجل: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " (البقرة, الآية 285).
و قوله صلّى الله عليه و سلم عندما سئل عن الإيـمـان: "أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر, و تؤمن بالقدر خيره و شره" (رواه مسلم ).
 


يتضمن الإيـمـان بالله عزّ وجل توحيده في ربوبيته, و في ألوهيته, و في أسمائه و صفاته. و فيما يلي تلخيص لكل من أنواع التوحيد هذه
توحيد الربوبية:  هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء و لا رب غيره. و الرب في اللغة هو المالك المدبر, و على هذا فإن ربوبية الله على جميع مخلوقاته تعني تفرده سبحانه و تعالى في خلقهم و ملكهم و تدبير أمورهم. فإن توحيد الربوبية معناه الإقرار بأن الله عز و جل هو الفاعل المطلق في الكون, لا يشاركه أحد في فعله سبحانه و تعالى. و على هذا فإن الله سبحانه و تعالى, خالق السماوات والأرض و ما فيهن, هو الوحيد المستحق للعبادة, و هو وحده الجدير بصفات الجلال و الكمال لأن هذه الصفات لا تكون إلا لرب العالمين.
توحيد الألوهية   هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه و تعالى هو الإله الحق, و لا إله غيره, و إفراده سبحانه بالعبادة. و الإله هو المألوه, أي المعبود, و العبادة في اللغة هي الانقياد و التذلل و الخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص العبادة لله وحده في باطنها و ظاهرها, بحيث لا يكون شيء منها لغير الله سبحانه. و بهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم أن نتوجه إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة و أشكالها, و منها الأمور التالية   
إخلاص المحبة لله عز و جل, فلا يتخذ العبد من درن الله ندا يحبه كما يحب الله عزّ وجل.
إفراد الله عز و جل في الدعاء و التوكل و الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه و تعالى.
إفراد الله عز و جل بالخوف منه , فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها و قدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة و السجود و الصوم , و جميع العبادات القولية مثل النذر و الاستغفار.
توحيد الأسماء و الصفاتهو الاعتقاد الجازم بأن الله عز و جل متصف بجميع صفات الكمال, و منزه عن جميع صفات النقص, و أنه متفرد عن جميع الكائنات. و يكون هذا بإثبات ما أثبته الله سبحانه لنفسه أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه و سلم من الأسماء و الصفات الواردة في الكتاب و السنة من غير تحريف ألفاظها أو معانيها, و لا تعطيلها بنفيها أو نفي بعضها عن الله عزّ وجل, و لا تكييفها بتحديد كنهها و إثبات كيفية معينة لها, و لا تشبيهها بصفات المخلوقين. فيجب على المسلم أن لا يقع في التشبيه, أو التحريف و التغيير و التبديل, أو التعطيل, أو التكييف.


وهو الاعتقاد الجازم بأن لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور , و أنهم لا يعصون الله ما أمرهم , فلا يصح الإيـمـان إلاّ بالإيمان بوجود الملائكة و بما ورد في حقهم من صفات و أعمال في كتاب الله سبحانه وتعالى و في سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم من غير زيادة و لا نقصان و لا تحريف قال الله تعالى: "و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا" (النساء, الآية 136) و لقد عرفنا الله سبحانه و تعالى بالملائكة, و أوصافهم, و أعمالهم, و أحوالهم, بالقدر الذي ينفعنا في تطهير عقيدتنا و تصحيح أعمالنا. و أما حقيقة الملائكة, و كيف خلقهم و تفصيلات أحوالهم فقد استأثر الله سبحانه بهذا العلم. و المؤمن الصادق يقر بكل ما أخبر به الله سبحانه و تعالى, لا يزيد على ذلك و لا ينقص منه, و لا يتكلف البحث فيما لم يطلعنا عليه الله سبحانه و تعالى, و لا يخوض فيه.


أخبرنا الله سبحانه و تعالى في القرآن الكريم بعض صفات الملائكة الخِلقية, و منها أنهم خلقوا قبل آدم, و ذلك في قوله تعالى: "و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني إعلم ما لا تعلمون "  (البقرة, الآية 30) .  و أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلم أن الملائكة خلقوا من نور, و ذلك في قوله : "خلقت الملائكة من نور, و خلق الجان من مارج من نار, و خلق آدم مما وصف لكم" (أخرجه مسلم و أحمد في المسند) و الملائكة لهم القدرة على أن يتمثلوا بصور البشر بإذن الله تعالى, و قد ذكر هذا في القرآن الكريم عن جبريل عليه السلام عندما جاء مريم في صورة بشرية, و أيضاً في حديث جبريل المشهور عندما جاء يعلم الصحابة معنى الإسلام و الإيـمـان و الإحسان و أشراط الساعة و قد أخبرنا الله أن للملائكة أجنحة في قوله عز و جل: "الحمد لله فاطر السماوات والأرض, جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع, يزيد في الخلق ما يشاء, إن الله على كل شيء قدير" (فاطر, الآية 1  ) .


هي علاقة العبودية الخالصة , و الطاعة و الخضوع المطلق لأوامر الله سبحانه , فقد قال الله سبحانه و تعالى: "لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون" (التحريم, الآية 6) .
و بهذا فإنه من الشرك بالله أن يُعبدوا أو يستعان بهم أو يعتقد أن لهم من الأمر شيئا .


عبادة الملائكة لله سبحانه و تعالى لا تقتصر على تسبيحهم بحمد الله و تمجيدهم له, و إنما تشمل أيضاً تنفيذ إرادته جل وعلا بتدبير أمور الكون و رعايته بكل ما فيه من مخلوقات, و ما فيه من قوانين, و إنفاذ قدره وفق قضائه في هذه المخلوقات كلها, و تنفيذ إرادته سبحانه في مراقبة و تسجيل كل ما يحدث في الكون من حركات إرادية و غير إرادية .
و للملائكة أعمالاً أخرى في حياة الإنسان هدفها هداية البشر و إسعادهم و مساعدتهم على عبادة الله و اجتناب الشر و الفساد و الضلال. فإن الله اختار الملائكة لإنزال الوحي على الرسل, و الملك المختار هو جبريل, و ذلك لهداية الناس. و الملائكة يلازمون الإنسان في حياته كلها لإسعاده و هدايته و حثه على الحق و الخير .
و قد أخبرنا الله سبحانه و تعالى أنه سخر الملائكة للدعاء للمؤمنين و الاستغفار لهم, في قوله تعالى: "الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به و يستغفرون للذين آمنوا, ربنا وسعت كل شيء رحمة و علما, فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك, و قهم عذاب الجحيم, ربنا و أدخلهم جنات عدن التي وعدتهم و من صلح من آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم, إنك أنت العزيز الحكيم, و قهم السيئات, و من تق السيئات يومئذ فقد رحمته و ذلك هو الفوز العظيم" (غافر, الآيات 7-9) .
و الملائكة يثبتون العبد على العمل الصالح, و خاصة الجهاد في سبيل الله, كما قال تعالى: "إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا, سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق و اضربوا منهم كل بنان" (الأنفال, الآية 12) .


لا يحصي عدد الملائكة إلا الله عزّ وجل, قال تعالى: "و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا, ليستيقن الذين أتوا الكتاب و يزداد الذين آمنوا إيمانا, و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون, و ليقول الذين في قلوبهم مرض و الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا, كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء, و ما يعلم جنود ربك إلا هو, و ما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر, الآية 31) .


يجب الإيـمـان بالملائكة التي وردت أسماؤهم في الكتاب أو في السنة بالتفصيل, و من هؤلاء ما يلي جبريل: و هو الملك الموكل بالوحي . ميكائيل: و هو الملك الموكل بالقطر الذي به حياة الأرض و النبات و الحيوان . إسرافيل: و هو الملك الموكل بالنفخ في الصور .  مالك: و هو خازن النار .  و أما الملائكة الذين لم يرد ذكرهم فيجب أن نؤمن بهم بصورة إجمالية, فمثلا نؤمن بالكرام الكاتبين الذين جعلهم الله علينا حافظين, و نؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين, و نؤمن بحملة العرش, و بالملائكة الموكلون بالنار, و الملائكة الموكلون بالجنان و غيرهم  ...


من الآثار العظيمة للإيمان بالملائكة في حياة المؤمن أن الله جنبنا بـما علمنا من أمر الملائكة الوقوع في الخرافات و الأوهام التي وقع فيها من لا يؤمنون بالغيب . الإستقامة على أمر الله عز و جل , فإن من يؤمن برقابة الملائكة لأعماله و أقواله, و شهادتهم على كل ما يصدر منه, فإنه يتجنب مخالفة الله و معصيته في السر و في العلانية الصبر, و مواصلة الجهاد في سبيل الله, و عدم اليأس, و ذلك بمعرفة أن الملائكة جنود الله معه و أنه ليس وحده في الطريق .


و من أركان الإيـمـان أيضاً الإيـمـان بأنبياء الله و رسله, و هو الإيـمـان بمن سمى الله تعالى في كتابه من رسله و أنبيائه, و الإيـمـان بأن الله عز و جل أرسل رسلاً سواهم, و أنبياء لا يعلم عددهم و أسـماءهم إلا الله تعالى. و قد ذُكر هذا المعنى في القرآن الكريم في قوله تعالى: "و لقد أرسلنا رسلا من قبلك, منهم من قصصنا عليك و منهم من لم نقصص عليك" ( غافر, الآية 78) لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسة و عشرون من الأنبياء و الرسل و هم: آدم, نوح, ادريس, صالح, ابراهيم, هود, لوط, يونس, اسماعيل, اسحاق, يعقوب, يوسف, أيوب, شعيب, موسى, هارون, اليسع, ذو الكفل, داوود, زكريا, سليمان, إلياس, يحيى, عيسى, محمد "صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ".
فهؤلاء الرسل و الأنبياء يجب الإيـمـان برسالتهم و نبوتهم تفصيلاً وإجمالاً


قال تعالى: "و ما نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين, فمن آمن و أصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون, و الذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون" (الأنعام, الآية 48-49). و على هذا فإنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم و إنذارهم ولتحقيق عبادة الله عزّ وجل و إقامة دينه في الأرض و توحيده. قال تعالى: "و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت" (النحل, من الآية 36).


أن نؤمن بأن كل رسول أرسله الله تعالى قد بلغ رسالته على الوجه الأكمل.
و يجب علينا أن نطيع الرسل و لا نخالفهم لأن ذلك من طاعة الله , فقد قال الله عز و جل: "و ما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" (النساء, الآية 64).
و أن نعتقد بأنهم أكمل الخلق عِلماً و عملاً, و أنهم كانوا جميعاً رجالاً من البشر كما جاء في قوله عز و جل: "و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم" (الأنبياء, الآية 7).
و أن نؤمن بأنهم لا يملكون شيئا من خصائص الألوهية, و لا يملكون النفع أو الضرر, و لا يعلمون الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه.
و أن نؤمن بأن الله سبحانه و تعالى أيدهم بالمعجزات الدالة في صدقهم.
و أن نؤمن بأن الله فضل بعض الرسل على بعض, لقوله عز و جل: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم كلم الله و رفع بعضهم درجات و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح القدس" (البقرة, الآية 253).


من الإيـمـان بالأنبياء و الرسل الإيـمـان بمحمد صلّى الله عليه و سلم, و أنه لم يعبد صنما و لم يشرك بالله طرفة عين قط. و نؤمن بأنه خاتم الأنبياء, لقوله تعالى: "و لكن رسول الله و خاتم النبيين" (الأحزاب, من الآية 40) فلا نبوة بعده صلّى الله عليه و سلم, و كل من ادعاها بعده فهو كذاب.
و يجب علينا أن نؤمن بأنه صلّى الله عليه و سلم إمام المتقين, و أنه وحده الجدير بالاقتداء و التأسي, و أنه حبيب الرحمن, و أنه مبعوث إلى عامة الجن و كافة الورى بالحق و الهدى, و إلى الناس جميعاً كما قال الله سبحانه و تعالى: "و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً و نذيرا" (سبأ, الآية 28).
و يجب علينا أن نقدم محبته على الوالد و الولد و النفس, كما جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده و الناس أجمعين" (متفق عليه).
و أن نؤمن بأن الله جل وعلا أيد محمد صلّى الله عليه و سلم بالمعجزات الدالة على صدقه , و أن القرآن العظيم معجزته الباهرة, و أن الله أيده بالمعجزات الحسية المذكورة في الأحاديث مثل انشقاق القمر و غيرها. و نؤمن بأن الله تعالى حباه أخلاق القرآن كلها
و كلمة أخيرة يجب علينا ذكرها أن الإيـمـان الصادق برسول الله يتضمن التصديق و الانقياد, التصديق بأنه رسول الله و الانقياد للشريعة التي أرسل لتبليغها, فلا يصح الإيـمـان بالتصديق فقط دون طاعة رسول الله و الامتثال لأوامره.


من أركان الإيـمـان أيضاً الإيـمـان بكتب الله عز وجل. و معنى هذا أن نؤمن بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه و رسله. و من هذه الكتب ما سـماه الله تعالى في القرآن الكريم, و منها ما لم يسم, و نذكر فيما يلي الكتب التي سـماها الله عز و جل في كتابه العزيز:
التوراة: و قد أنزلت على موسى عليه السلام.
الإنجيل: و قد أنزل على عيسى عليه السلام.
الزبور: الذي أنزل على إبراهيم و موسى.
و أما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل, فلم يخبرنا الله تعالى عن أسمائها. و يجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب إجمالا, و لا يجوز لنا أن ننسب كتاباً إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن الكريم.
كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب جميعاً نزلت بالحق و النور و الهدى, و توحيد الله عزّ وجل, و أن ما نسب إليها مما يخالف ذلك إنما هو تحريف البشر و صنعهم.
و يجب علينا أيضاً أن نؤمن بأن القرآن الكريم هو آخر كتاب نزل من عند الله تعالى, و أن الله اختصه بمزايا من أهمها:
أ) أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية, و جاء مؤيداً و مصدقاً لما جاء في الكتب السابقة من التوحيد و وجوب عبادة الله و طاعته. و جمع كل ما كان متفرقا في تلك الكتب من الحسنات و الفضائل, و جاء مهيمنا و رقيبا, يقر ما فيها من حق, و يبين ما دخل عليها من تحريف و تغيير. و أن القرآن جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين, و أنه نسخ جميع الشرائع الخاصة بالأقوام السابقة.
ب) أن القرآن الكريم هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله بحفظه, فقد قال الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" (الحجر, الآية 9 ) .
ج) أن القرآن الكريم أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلّى الله عليه و سلم للناس كافة و ليس خاصا بقوم معينين
و قد أخبرنا الله عز و جل عن التحريف الذي أدخله اليهود و النصارى على الكتب التي أرسلت إليهم ، و لهذا, فإنه لا يوجد اليوم كتاب على ظهر الأرض تصلح نسبته إلى الله تبارك و تعالى سوى القرآن الكريم, و من الأدلة على ذلك ما يلي:
أن الكتب التي نزلت قبل القرآن, قد ضاعت نسخها الأصلية و لم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها.
أن هذه الكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس, من تفسير و سير الأنبياء و تلاميذهم, و استنباطات الفقهاء, فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر.
أنه ليس لأي من تلك الكتب سند تاريخي موثوق لكي نستطيع أن ننسبها إلى الرسول الذي أرسلت إليه.
و من الأدلة على التحريف تعدد نسخ تلك الكتب و اختلافها فيما نقلته من الأقوال و الآراء.
ما تضمته تلك الكتب من العقائد الفاسدة و التصورات الباطلة عن الخالق سبحانه و عن رسله الكرام.


و معناه الإيـمـان بكل ما أخبرنا به الله عزّ وجل و رسوله صلّى الله عليه و سلم مما يكون بعد الموت من فتنة القبر و عذابه و نعيمه, و البعث و الحشر و الصحف و الحساب و الميزان و الحوض و الصراط و الشفاعة و الجنة و النار, و ما أعد الله لأهلما جميعا.
و للإيمان باليوم الآخر أثر عظيم في حياة الإنسان, و له أثر كبير في توجيه الإنسان و انضباطه و التزامه بالعمل الصالح و تقوى الله عزّ وجل. و قد بين الله لنا هذا في العديد من الآيات في القرآن الكريم , كما قال عز و جل: "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم و لا يحض على طعام المسكين" (الماعون, الآيات 1-3), و قال: "لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله" (المجادلة, الآية 22).
و لقد دل على الإيـمـان باليوم الآخر كتاب الله, و سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم , و العقل و الفطرة السليمة.


و هو أحد أركان الإيـمـان تعريف القدر: علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في المستقبل تعريف القضاء: إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه و إرادته.


المرتبة الأولى: الإيـمـان بعلم الله القديم و أنه علم أعمال العباد قبل أن يعملوها, و الدليل على هذا قوله تعالى: "ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير" (الحديد, الآية 22).
المرتبة الثانية: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ, و الدليل قوله تعالى: "ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء و الأرض, إن ذلك لفي كتاب, إن ذلك على الله يسير" (الحج, الآية 70). و الكتاب المذكور في الآية هو اللوح المحفوظ.
المرتبة الثالثة: مشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة. قال تعالى: " قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء قدِير" (آل عمران, الآية 29).
المرتبة الرابعة: إيجاد الله لكل المخلوقات, و أنه الخالق و كل ما سواه مخلوق. قال تعالى: " ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل" (الأنعام, الآية 102).


و أهل السنة في الإيـمـان بالقدر بين طائفتين غاليتين هما: (1) المكذبين بالقدر (2) التاركين للعمل اتكالا على القدر
فأما المكذبين بالقدر, المسمون بالقدرية: يزعمون أن الله يعلم بالموجودات بعد خلقها و ايجادها, و قد سـماهم رسول الله صلّى الله عليه و سلم مجوس الأمة. و منهم القدرية المتأخرة الذين يقرون بعلم الله أفعال العباد قبل وقوعها لكنهم زعموا بأن أفعال العباد واقعة منهم على وجه الاستقلال, و هذا مذهب باطل و لو أنه أخف من مذهب القدرية الأولى في بطلانه. و قد أراد القدرية بزعمهم تنـزيه الله سبحانه و تعالى, فقالوا أن الله شاء الإيـمـان للكافر و لكن الكافر هو الذي شاء الكفر, و لكنهم وقعوا فيما هو أشد من ذلك بأنهم جعلوا مشيئة الكافر تتغلب على مشيئة الله سبحانه و تعالى.

و أما التاركين العمل اتكالا على القدر فهم بقولون: بما أن الله قدر كل شيء و علمه قبل وقوعه, فلماذا نعمل فلنترك الأمر للأقدار التي ستحصل شئنا أم أبينا. و أخذ هذا المذهب طوائف كثيرة , و أبطلوا به الأمر و النهي و أحدثوا في الأمة فسادا عظيما. و هم بذلك يزعمون أن العباد مجبرون على أعمالهم, و هم يسمون بالجبرية
و أما أهل السنة فهم وسط بين هاتين الطائفتين الغاليتين. فما عليه أهل الحق هو أنه يجب الإيـمـان بالقدر, و لكن لا يجوز أن يحتج به في ترك العمل و لا أن يحتج به في مخالفة الشرع. فالقدر عندهم يتعزى به بعد وقوع المصائب, و لا يحتج به لتبرير الذنوب و المعاصي
مذهب أهل السنة في الأسباب و علاقته بالتوكل:
إن الإيـمـان بالقدر لا ينافي الأخذ بالأسباب, فإننا مأمورون بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله عزّ وجل, و الإيـمـان بأن الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله سبحانه و تعالى.
و يحرم على المسلم ترك الأخذ بالأسباب. و لذلك فإن مذهب أهل السنة هو وجوب الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله, فلا نترك الأخذ بالأسباب, و لا نترك التوكل على الله و الإيـمـان بأن كل شيء إنما يحصل بمشيئة الله سبحانه و تعالى.

السبت، 2 ديسمبر 2017

لاتحزن لعله خير

لاتحزن لعله خير | من روائع الشيخ/محمد راتب النابلسي : 



اركان الاسلام


ماهي اركان الاسلام ؟


أركان الإسلام :
 مصطلح إسلامي، يطلق على الأسس الخمس التي يبنى عليها دين الإسلام، ويدل عليها حديث: "بني الإسلام على خمس" ووردت في الأحاديث النبوية بصيغ متعددة، وهي:
  • الشهادتان (شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة ان محمداً رسول الله)
  • إقام الصلاة (وهي خمس صلوات في اليوم والليلة)
  • إيتاء الزكاة
  • صوم شهر رمضان.
  • حج البيت (من استطاع إليه سبيلا، أي للقادرين)
ووصفت هذه الأركان بأنها ما يبنى عليه الإسلام فيما رُوي عن ابن عمر وصححه البخاري ومسلم:


عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان

الشهادتان :


الشهادتان هما الإعلان عن الإيمان من دون شك، وتصريح بأن ليس هناك إله في الوجود إلا الله، وأن محمداً رسول مرسل للناس من الله. نص الشهادة هي: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله. وهذا النص يُقال يومياً في صلاة المسلمين، وهو أيضاً المفتاح الرئيسي لدخول شخص غير مسلم في الإسلام.
الشهادتان هي أول الأركان وأهمها، فهي المفتاح الذي يدخل به الإنسان إلى دائرة الإسلام. فأما الطرف الأول منها " لا إله إلا الله " فمعناه أن ينطق الإنسان بلسانه ويقر في نفس الوقت بقلبه ويقر بجوارحه ويعمل بما تقتضيه هذة الكلمة-فلابد من تلازم القول والعمل والقلب فكم من قائل لها لايعرف معناها ولايعمل به فبالتالي لايكون مسلما- بأنه لايوجد إله إلا الله وعليه يتوكل المسلم، وتقتضي الشهادة أيضاً أن يؤمن الإنسان أن لا خالق لهذا الكون إلا الله وحده دون شريك ولا إله ثانٍ ولا ثالث يُعبد معه.
أما شهادة أن محمداً رسول الله، فتعني أن تؤمن بأن النبي محمد(صلى الله عليه وعلى آله وسلم) مبعوث من الله رحمة للعالمين، بشيراً ونذيراً إلى الخلق كافة، وتؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الشرائع. ذكر القرآن " وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ" (آل عمران 85)
وتقتضي أيضاً أن يأخذ الإنسان من تعاليم النبي محمد(صلى الله عليه وعلى آله وسلم) ما أمر به أن يؤخذ ويمتنع عمّا نهى عنه.
ومن الملاحظ أنه في كون الشهادتين ركناً واحداً إشارة واضحة إلى أن العبادة لا تتم إلا في أمرين هما: إخلاص العبادة لله وحده واتباع منهج الرسول في هذه العبادة وعدم الخروج عما سنه الرسول للأمة.

إقامة الصلاة

الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، لقول النبي محمد-Mohamed peace be upon him.svg -: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً وقوله أيضاً: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله"، والصلاة واجبة على كل مسلم، بالغ، عاقل، ذكر كان أو أنثى، وقد فرضت الصلاة في مكة قبل هجرة النبي محمد إلى يثرب في السنة الثالثة من البعثة النبوية، وذلك أثناء رحلة الإسراء والمعراج بحسب المعتقد الإسلامي.
فُرضت الصلاة في الإسلام خمس مرات في اليوم على المسلمين تقام في خمسة أوقات مختلفة على طول اليوم، وهذه الأوقات هي : الفجر ، الظهر ، العصر ، المغرب ، العشاء.
في الإسلام تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار، بالإضافة لأنواع أخرى من الصلاة تمارس في مناسبات مختلفة مثل صلاة العيد وصلاة الجنازة وصلاة الاستسقاء وصلاة الكسوف.

وتعتبر الصلاة وسيلة مناجاة بين العبد -الذي بلغ الحُلُم وصار مُكلّفا- وربّه.

إيتاء الزكاة

وإيتاء الزكاة هو عبادة مالية فرضها الله على عباده، طهرة لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا، وقد ذكر الله في كتابه: "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها" (التوبة : 103).
وقد فرض الله على المسلمين زكاتين، زكاة الفطر وهي التي تؤدى بعد شهر رمضان، وزكاة المال في أجناس مخصوصة.
وتُدفع الزكاة في مصارفها الثمانية للفقراء والمساكين.. ويسقط هذا الفرض عن الناس المعدمين الذين لايملكون شيئاً.

الصوم


أما الصيام المفروض فهو:: صيام شهر رمضان. ويعتبر رمضان موسماً عظيماً تكثر فيه الطاعات وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويجدد فيه العبد عهده مع الله، ويتقرب اليه بالطاعات. ولصيام رمضان فضائل عدّة، فقد تكفل الله لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه وغيرها من الفضائل والأجر لمن صامه إيماناً بالله واحتساباً للأجر.
والمسلم يصوم عن الطعام والشراب ويمتنع عن اللغو والنميمة والمعاشرة الزوجية وكل عمل سيء من طلوع الفجر (أي: من أول وقت صلاة الفجر) إلى غروب الشمس (أول وقت صلاة المغرب). ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زاداً إيمانياً يكفيه بقية العام.
ويسقط هذا الفرض عمن لا يقوى على صومه كمرض ألمّ به يُلزمه بتناول الدّواء أو كمريض قرحة المعدة الذي لا يقوى على المعدة الفارغة من الأكل والشرب.

حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا


الحج هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة وأداء فريضة الحج. فرض الله هذا الفرض على كل مسلم بالغ، قادر على تحمّل تكاليف الحج. في القرآن: {و لله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} وقد فرضه الله الحج لتزكية النفوس، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، فضلاً على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه»البخاري ومسلم.







Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More