اركان الايمان
مـقـدمـة
أركان الإيـمـان ، وهي
ستة: أن تؤمن بالله وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وباليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره
وشره من الله تعالى. و لا يتم إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعاً على الوجه الذي دل
عليه كتاب الله و سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم. و أما من جحد شيئاً منها فقد
خرج عن دائرة الإيـمـان.
و قد جاء ذكر هذه الأركان
في الكتاب و السنة, و نذكر من ذلك الأمثلة التالية:
قوله عزّ وجل: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " (البقرة, الآية 285).
و قوله صلّى الله عليه و سلم عندما سئل عن الإيـمـان: "أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر, و تؤمن بالقدر خيره و شره" (رواه مسلم ).
قوله عزّ وجل: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " (البقرة, الآية 285).
و قوله صلّى الله عليه و سلم عندما سئل عن الإيـمـان: "أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر, و تؤمن بالقدر خيره و شره" (رواه مسلم ).
يتضمن الإيـمـان بالله
عزّ وجل توحيده في ربوبيته, و في ألوهيته, و في أسمائه و صفاته. و فيما يلي تلخيص
لكل من أنواع التوحيد هذه
توحيد الربوبية: هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء و لا رب غيره. و الرب في اللغة هو المالك المدبر, و على هذا فإن ربوبية الله على جميع مخلوقاته تعني تفرده سبحانه و تعالى في خلقهم و ملكهم و تدبير أمورهم. فإن توحيد الربوبية معناه الإقرار بأن الله عز و جل هو الفاعل المطلق في الكون, لا يشاركه أحد في فعله سبحانه و تعالى. و على هذا فإن الله سبحانه و تعالى, خالق السماوات والأرض و ما فيهن, هو الوحيد المستحق للعبادة, و هو وحده الجدير بصفات الجلال و الكمال لأن هذه الصفات لا تكون إلا لرب العالمين.
توحيد الألوهية هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه و تعالى هو الإله الحق, و لا إله غيره, و إفراده سبحانه بالعبادة. و الإله هو المألوه, أي المعبود, و العبادة في اللغة هي الانقياد و التذلل و الخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص العبادة لله وحده في باطنها و ظاهرها, بحيث لا يكون شيء منها لغير الله سبحانه. و بهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم أن نتوجه إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة و أشكالها, و منها الأمور التالية
توحيد الربوبية: هو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء و لا رب غيره. و الرب في اللغة هو المالك المدبر, و على هذا فإن ربوبية الله على جميع مخلوقاته تعني تفرده سبحانه و تعالى في خلقهم و ملكهم و تدبير أمورهم. فإن توحيد الربوبية معناه الإقرار بأن الله عز و جل هو الفاعل المطلق في الكون, لا يشاركه أحد في فعله سبحانه و تعالى. و على هذا فإن الله سبحانه و تعالى, خالق السماوات والأرض و ما فيهن, هو الوحيد المستحق للعبادة, و هو وحده الجدير بصفات الجلال و الكمال لأن هذه الصفات لا تكون إلا لرب العالمين.
توحيد الألوهية هو الاعتقاد الجازم بأن الله سبحانه و تعالى هو الإله الحق, و لا إله غيره, و إفراده سبحانه بالعبادة. و الإله هو المألوه, أي المعبود, و العبادة في اللغة هي الانقياد و التذلل و الخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا بإخلاص العبادة لله وحده في باطنها و ظاهرها, بحيث لا يكون شيء منها لغير الله سبحانه. و بهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم أن نتوجه إلى الله وحده بجميع أنواع العبادة و أشكالها, و منها الأمور التالية
إخلاص المحبة لله عز و جل, فلا يتخذ العبد من درن الله ندا يحبه كما يحب الله
عزّ وجل.
إفراد الله عز و جل في الدعاء و التوكل و الرجاء فيما لا يقدر عليه إلا هو
سبحانه و تعالى.
إفراد الله عز و جل بالخوف منه , فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره
بمشيئتها و قدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
إفراد الله سبحانه بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة و السجود و الصوم
, و جميع العبادات القولية مثل النذر و الاستغفار.
توحيد الأسماء و الصفات: هو الاعتقاد الجازم بأن الله عز و جل متصف بجميع صفات الكمال, و منزه عن جميع
صفات النقص, و أنه متفرد عن جميع الكائنات. و يكون هذا بإثبات ما أثبته الله
سبحانه لنفسه أو أثبته له رسوله صلّى الله عليه و سلم من الأسماء و الصفات الواردة
في الكتاب و السنة من غير تحريف ألفاظها أو معانيها, و لا تعطيلها بنفيها أو نفي
بعضها عن الله عزّ وجل, و لا تكييفها بتحديد كنهها و إثبات كيفية معينة لها, و لا
تشبيهها بصفات المخلوقين. فيجب على المسلم أن لا يقع في التشبيه, أو التحريف و
التغيير و التبديل, أو التعطيل, أو التكييف.
وهو الاعتقاد الجازم بأن
لله ملائكة موجودين مخلوقين من نور , و أنهم لا يعصون الله ما أمرهم , فلا يصح
الإيـمـان إلاّ بالإيمان بوجود الملائكة و بما ورد في حقهم من صفات و أعمال في
كتاب الله سبحانه وتعالى و في سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم من غير زيادة و لا
نقصان و لا تحريف.
قال الله تعالى: "و من يكفر بالله و ملائكته و كتبه
و رسله و اليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا" (النساء, الآية 136).
و لقد عرفنا الله سبحانه و تعالى بالملائكة, و أوصافهم,
و أعمالهم, و أحوالهم, بالقدر الذي ينفعنا في تطهير عقيدتنا و تصحيح أعمالنا. و
أما حقيقة الملائكة, و كيف خلقهم و تفصيلات أحوالهم فقد استأثر الله سبحانه بهذا
العلم. و المؤمن الصادق يقر بكل ما أخبر به الله سبحانه و تعالى, لا يزيد على ذلك
و لا ينقص منه, و لا يتكلف البحث فيما لم يطلعنا عليه الله سبحانه و تعالى, و لا
يخوض فيه.
أخبرنا الله سبحانه و
تعالى في القرآن الكريم بعض صفات الملائكة الخِلقية, و منها:
أنهم خلقوا قبل آدم, و ذلك في قوله تعالى: "و إذ
قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها و يسفك
الدماء و نحن نسبح بحمدك و نقدس لك قال إني إعلم ما لا تعلمون " (البقرة, الآية 30) .
و أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه و سلم أن الملائكة
خلقوا من نور, و ذلك في قوله : "خلقت الملائكة من نور, و خلق الجان من مارج
من نار, و خلق آدم مما وصف لكم" (أخرجه مسلم و أحمد في المسند)
و الملائكة لهم القدرة على أن يتمثلوا بصور البشر بإذن
الله تعالى, و قد ذكر هذا في القرآن الكريم عن جبريل عليه السلام عندما جاء مريم
في صورة بشرية, و أيضاً في حديث جبريل المشهور عندما جاء يعلم الصحابة معنى
الإسلام و الإيـمـان و الإحسان و أشراط الساعة.
و قد أخبرنا الله أن للملائكة أجنحة في قوله عز و جل:
"الحمد لله فاطر السماوات والأرض, جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحة مثنى و
ثلاث و رباع, يزيد في الخلق ما يشاء, إن الله على كل شيء قدير" (فاطر, الآية 1
) .
هي علاقة العبودية
الخالصة , و الطاعة و الخضوع المطلق لأوامر الله سبحانه , فقد قال الله سبحانه و
تعالى: "لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يؤمرون" (التحريم, الآية 6)
.
و بهذا فإنه من الشرك
بالله أن يُعبدوا أو يستعان بهم أو يعتقد أن لهم من الأمر شيئا .
عبادة الملائكة لله
سبحانه و تعالى لا تقتصر على تسبيحهم بحمد الله و تمجيدهم له, و إنما تشمل أيضاً
تنفيذ إرادته جل وعلا بتدبير أمور الكون و رعايته بكل ما فيه من مخلوقات, و ما فيه
من قوانين, و إنفاذ قدره وفق قضائه في هذه المخلوقات كلها, و تنفيذ إرادته سبحانه
في مراقبة و تسجيل كل ما يحدث في الكون من حركات إرادية و غير إرادية .
و للملائكة أعمالاً أخرى
في حياة الإنسان هدفها هداية البشر و إسعادهم و مساعدتهم على عبادة الله و اجتناب
الشر و الفساد و الضلال. فإن الله اختار الملائكة لإنزال الوحي على الرسل, و الملك
المختار هو جبريل, و ذلك لهداية الناس. و الملائكة يلازمون الإنسان في حياته كلها
لإسعاده و هدايته و حثه على الحق و الخير .
و قد أخبرنا الله سبحانه
و تعالى أنه سخر الملائكة للدعاء للمؤمنين و الاستغفار لهم, في قوله تعالى:
"الذين يحملون العرش و من حوله يسبحون بحمد ربهم و يؤمنون به و يستغفرون
للذين آمنوا, ربنا وسعت كل شيء رحمة و علما, فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك, و
قهم عذاب الجحيم, ربنا و أدخلهم جنات عدن التي وعدتهم و من صلح من آبائهم و
أزواجهم و ذرياتهم, إنك أنت العزيز الحكيم, و قهم السيئات, و من تق السيئات يومئذ
فقد رحمته و ذلك هو الفوز العظيم" (غافر, الآيات 7-9) .
و الملائكة يثبتون العبد
على العمل الصالح, و خاصة الجهاد في سبيل الله, كما قال تعالى: "إذ يوحي ربك
إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا, سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب
فاضربوا فوق الأعناق و اضربوا منهم كل بنان" (الأنفال, الآية 12) .
لا يحصي عدد الملائكة إلا
الله عزّ وجل, قال تعالى: "و ما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة و ما جعلنا
عدتهم إلا فتنة للذين كفروا, ليستيقن الذين أتوا الكتاب و يزداد الذين آمنوا
إيمانا, و لا يرتاب الذين أوتوا الكتاب و المؤمنون, و ليقول الذين في قلوبهم مرض و
الكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلا, كذلك يضل الله من يشاء و يهدي من يشاء, و ما
يعلم جنود ربك إلا هو, و ما هي إلا ذكرى للبشر" (المدثر, الآية 31) .
يجب الإيـمـان بالملائكة
التي وردت أسماؤهم في الكتاب أو في السنة بالتفصيل, و من هؤلاء ما يلي:
جبريل: و هو الملك الموكل بالوحي .
ميكائيل: و هو الملك الموكل بالقطر الذي به حياة الأرض و
النبات و الحيوان .
إسرافيل: و هو الملك الموكل بالنفخ في الصور .
مالك: و هو خازن النار .
و أما الملائكة الذين لم يرد ذكرهم فيجب أن نؤمن بهم
بصورة إجمالية, فمثلا نؤمن بالكرام الكاتبين الذين جعلهم الله علينا حافظين, و
نؤمن بملك الموت الموكل بقبض أرواح العالمين, و نؤمن بحملة العرش, و بالملائكة
الموكلون بالنار, و الملائكة الموكلون بالجنان و غيرهم ...
من الآثار العظيمة
للإيمان بالملائكة في حياة المؤمن:
أن الله جنبنا بـما علمنا من أمر الملائكة الوقوع في
الخرافات و الأوهام التي وقع فيها من لا يؤمنون بالغيب .
الإستقامة على أمر الله عز و جل , فإن من يؤمن برقابة
الملائكة لأعماله و أقواله, و شهادتهم على كل ما يصدر منه, فإنه يتجنب مخالفة الله
و معصيته في السر و في العلانية.
الصبر, و مواصلة الجهاد في سبيل الله, و عدم اليأس, و
ذلك بمعرفة أن الملائكة جنود الله معه و أنه ليس وحده في الطريق .
و من أركان الإيـمـان
أيضاً الإيـمـان بأنبياء الله و رسله, و هو الإيـمـان بمن سمى الله تعالى في كتابه
من رسله و أنبيائه, و الإيـمـان بأن الله عز و جل أرسل رسلاً سواهم, و أنبياء لا
يعلم عددهم و أسـماءهم إلا الله تعالى. و قد ذُكر هذا المعنى في القرآن الكريم في
قوله تعالى: "و لقد أرسلنا رسلا من قبلك, منهم من قصصنا عليك و منهم من لم
نقصص عليك" ( غافر, الآية 78).
لقد ذكر الله تعالى في القرآن الكريم خمسة و عشرون من
الأنبياء و الرسل و هم: آدم, نوح, ادريس, صالح, ابراهيم, هود, لوط, يونس, اسماعيل,
اسحاق, يعقوب, يوسف, أيوب, شعيب, موسى, هارون, اليسع, ذو الكفل, داوود, زكريا,
سليمان, إلياس, يحيى, عيسى, محمد "صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ".
فهؤلاء الرسل و الأنبياء
يجب الإيـمـان برسالتهم و نبوتهم تفصيلاً وإجمالاً.
قال تعالى: "و ما
نرسل المرسلين إلا مبشرين و منذرين, فمن آمن و أصلح فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون,
و الذين كذبوا بآياتنا يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون" (الأنعام, الآية
48-49). و على هذا فإنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله بعث رسله إلى الخلق لتبشيرهم و
إنذارهم ولتحقيق عبادة الله عزّ وجل و إقامة دينه في الأرض و توحيده. قال تعالى:
"و لقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت"
(النحل, من الآية 36).
أن نؤمن بأن كل رسول
أرسله الله تعالى قد بلغ رسالته على الوجه الأكمل.
و يجب علينا أن نطيع
الرسل و لا نخالفهم لأن ذلك من طاعة الله , فقد قال الله عز و جل: "و ما
أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله" (النساء, الآية 64).
و أن نعتقد بأنهم أكمل الخلق عِلماً و عملاً, و أنهم كانوا جميعاً رجالاً من البشر كما جاء في قوله عز و جل: "و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم" (الأنبياء, الآية 7).
و أن نعتقد بأنهم أكمل الخلق عِلماً و عملاً, و أنهم كانوا جميعاً رجالاً من البشر كما جاء في قوله عز و جل: "و ما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم" (الأنبياء, الآية 7).
و أن نؤمن بأنهم لا
يملكون شيئا من خصائص الألوهية, و لا يملكون النفع أو الضرر, و لا يعلمون الغيب
إلا ما أطلعهم الله عليه.
و أن نؤمن بأن الله
سبحانه و تعالى أيدهم بالمعجزات الدالة في صدقهم.
و أن نؤمن بأن الله فضل
بعض الرسل على بعض, لقوله عز و جل: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم كلم
الله و رفع بعضهم درجات و آتينا عيسى ابن مريم البينات و أيدناه بروح القدس"
(البقرة, الآية 253).
من الإيـمـان بالأنبياء و
الرسل الإيـمـان بمحمد صلّى الله عليه و سلم, و أنه لم يعبد صنما و لم يشرك بالله
طرفة عين قط. و نؤمن بأنه خاتم الأنبياء, لقوله تعالى: "و لكن رسول الله و
خاتم النبيين" (الأحزاب, من الآية 40) فلا نبوة بعده صلّى الله عليه و سلم, و
كل من ادعاها بعده فهو كذاب.
و يجب علينا أن نؤمن بأنه
صلّى الله عليه و سلم إمام المتقين, و أنه وحده الجدير بالاقتداء و التأسي, و أنه
حبيب الرحمن, و أنه مبعوث إلى عامة الجن و كافة الورى بالحق و الهدى, و إلى الناس
جميعاً كما قال الله سبحانه و تعالى: "و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً و
نذيرا" (سبأ, الآية 28).
و يجب علينا أن نقدم
محبته على الوالد و الولد و النفس, كما جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلم: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من
والده و ولده و الناس أجمعين" (متفق عليه).
و أن نؤمن بأن الله جل وعلا أيد محمد صلّى الله عليه و سلم بالمعجزات الدالة على صدقه , و أن القرآن العظيم معجزته الباهرة, و أن الله أيده بالمعجزات الحسية المذكورة في الأحاديث مثل انشقاق القمر و غيرها. و نؤمن بأن الله تعالى حباه أخلاق القرآن كلها.
و أن نؤمن بأن الله جل وعلا أيد محمد صلّى الله عليه و سلم بالمعجزات الدالة على صدقه , و أن القرآن العظيم معجزته الباهرة, و أن الله أيده بالمعجزات الحسية المذكورة في الأحاديث مثل انشقاق القمر و غيرها. و نؤمن بأن الله تعالى حباه أخلاق القرآن كلها.
و كلمة أخيرة يجب علينا
ذكرها أن الإيـمـان الصادق برسول الله يتضمن التصديق و الانقياد, التصديق بأنه
رسول الله و الانقياد للشريعة التي أرسل لتبليغها, فلا يصح الإيـمـان بالتصديق فقط
دون طاعة رسول الله و الامتثال لأوامره.
من أركان الإيـمـان أيضاً الإيـمـان بكتب الله عز وجل. و معنى هذا أن نؤمن
بالكتب التي أنزلها الله على أنبيائه و رسله. و من هذه الكتب ما سـماه الله تعالى
في القرآن الكريم, و منها ما لم يسم, و نذكر فيما يلي الكتب التي سـماها الله عز و
جل في كتابه العزيز:
التوراة: و قد أنزلت على موسى عليه السلام.
الإنجيل: و قد أنزل على عيسى عليه السلام.
الزبور: الذي أنزل على إبراهيم و موسى.
و أما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل, فلم يخبرنا الله تعالى عن أسمائها. و يجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب إجمالا, و لا يجوز لنا أن ننسب كتاباً إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن الكريم.
التوراة: و قد أنزلت على موسى عليه السلام.
الإنجيل: و قد أنزل على عيسى عليه السلام.
الزبور: الذي أنزل على إبراهيم و موسى.
و أما الكتب الأخرى التي نزلت على سائر الرسل, فلم يخبرنا الله تعالى عن أسمائها. و يجب علينا أن نؤمن بهذه الكتب إجمالا, و لا يجوز لنا أن ننسب كتاباً إلى الله تعالى سوى ما نسبه إلى نفسه مما أخبرنا عنه في القرآن الكريم.
كما يجب أن نؤمن بأن هذه الكتب جميعاً نزلت بالحق و النور و الهدى, و توحيد
الله عزّ وجل, و أن ما نسب إليها مما يخالف ذلك إنما هو تحريف البشر و صنعهم.
و يجب علينا أيضاً أن نؤمن بأن القرآن الكريم هو آخر كتاب نزل من عند الله
تعالى, و أن الله اختصه بمزايا من أهمها:
أ) أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية, و جاء مؤيداً و مصدقاً لما جاء في الكتب السابقة من التوحيد و وجوب عبادة الله و طاعته. و جمع كل ما كان متفرقا في تلك الكتب من الحسنات و الفضائل, و جاء مهيمنا و رقيبا, يقر ما فيها من حق, و يبين ما دخل عليها من تحريف و تغيير. و أن القرآن جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين, و أنه نسخ جميع الشرائع الخاصة بالأقوام السابقة.
ب) أن القرآن الكريم هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله بحفظه, فقد قال الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" (الحجر, الآية 9 ) .
ج) أن القرآن الكريم أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلّى الله عليه و سلم للناس كافة و ليس خاصا بقوم معينين.
أ) أنه تضمن خلاصة التعاليم الإلهية, و جاء مؤيداً و مصدقاً لما جاء في الكتب السابقة من التوحيد و وجوب عبادة الله و طاعته. و جمع كل ما كان متفرقا في تلك الكتب من الحسنات و الفضائل, و جاء مهيمنا و رقيبا, يقر ما فيها من حق, و يبين ما دخل عليها من تحريف و تغيير. و أن القرآن جاء بشريعة عامة للبشر فيها كل ما يلزمهم لسعادتهم في الدارين, و أنه نسخ جميع الشرائع الخاصة بالأقوام السابقة.
ب) أن القرآن الكريم هو الكتاب الرباني الوحيد الذي تعهد الله بحفظه, فقد قال الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون" (الحجر, الآية 9 ) .
ج) أن القرآن الكريم أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلّى الله عليه و سلم للناس كافة و ليس خاصا بقوم معينين.
و قد أخبرنا الله عز و جل عن التحريف الذي أدخله اليهود و النصارى على الكتب
التي أرسلت إليهم ، و لهذا, فإنه لا يوجد اليوم كتاب على ظهر الأرض تصلح نسبته إلى
الله تبارك و تعالى سوى القرآن الكريم, و من الأدلة على ذلك ما يلي:
أن الكتب التي نزلت قبل القرآن, قد ضاعت نسخها الأصلية و لم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها.
أن هذه الكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس, من تفسير و سير الأنبياء و تلاميذهم, و استنباطات الفقهاء, فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر.
أنه ليس لأي من تلك الكتب سند تاريخي موثوق لكي نستطيع أن ننسبها إلى الرسول الذي أرسلت إليه.
و من الأدلة على التحريف تعدد نسخ تلك الكتب و اختلافها فيما نقلته من الأقوال و الآراء.
ما تضمته تلك الكتب من العقائد الفاسدة و التصورات الباطلة عن الخالق سبحانه و عن رسله الكرام.
أن الكتب التي نزلت قبل القرآن, قد ضاعت نسخها الأصلية و لم يبق في أيدي الناس إلا تراجمها.
أن هذه الكتب قد اختلط فيها كلام الله بكلام الناس, من تفسير و سير الأنبياء و تلاميذهم, و استنباطات الفقهاء, فلا يعرف فيها كلام الله من كلام البشر.
أنه ليس لأي من تلك الكتب سند تاريخي موثوق لكي نستطيع أن ننسبها إلى الرسول الذي أرسلت إليه.
و من الأدلة على التحريف تعدد نسخ تلك الكتب و اختلافها فيما نقلته من الأقوال و الآراء.
ما تضمته تلك الكتب من العقائد الفاسدة و التصورات الباطلة عن الخالق سبحانه و عن رسله الكرام.
و معناه الإيـمـان بكل ما
أخبرنا به الله عزّ وجل و رسوله صلّى الله عليه و سلم مما يكون بعد الموت من فتنة
القبر و عذابه و نعيمه, و البعث و الحشر و الصحف و الحساب و الميزان و الحوض و
الصراط و الشفاعة و الجنة و النار, و ما أعد الله لأهلما جميعا.
و للإيمان باليوم الآخر أثر عظيم في حياة الإنسان, و له أثر كبير في توجيه الإنسان و انضباطه و التزامه بالعمل الصالح و تقوى الله عزّ وجل. و قد بين الله لنا هذا في العديد من الآيات في القرآن الكريم , كما قال عز و جل: "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم و لا يحض على طعام المسكين" (الماعون, الآيات 1-3), و قال: "لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله" (المجادلة, الآية 22).
و لقد دل على الإيـمـان باليوم الآخر كتاب الله, و سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم , و العقل و الفطرة السليمة.
و للإيمان باليوم الآخر أثر عظيم في حياة الإنسان, و له أثر كبير في توجيه الإنسان و انضباطه و التزامه بالعمل الصالح و تقوى الله عزّ وجل. و قد بين الله لنا هذا في العديد من الآيات في القرآن الكريم , كما قال عز و جل: "أرأيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم و لا يحض على طعام المسكين" (الماعون, الآيات 1-3), و قال: "لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله" (المجادلة, الآية 22).
و لقد دل على الإيـمـان باليوم الآخر كتاب الله, و سنة رسوله صلّى الله عليه و سلم , و العقل و الفطرة السليمة.
و هو أحد أركان الإيـمـان.
تعريف القدر: علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات في
المستقبل.
تعريف القضاء: إيجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه و
إرادته.
المرتبة الأولى: الإيـمـان بعلم الله القديم و أنه علم أعمال العباد قبل أن يعملوها, و
الدليل على هذا قوله تعالى: "ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم إلا
في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير" (الحديد, الآية 22).
المرتبة الثانية: كتابة ذلك في اللوح المحفوظ, و الدليل قوله تعالى: "ألم تعلم أن الله
يعلم ما في السماء و الأرض, إن ذلك لفي كتاب, إن ذلك على الله يسير" (الحج,
الآية 70). و الكتاب المذكور في الآية هو اللوح المحفوظ.
المرتبة الثالثة: مشيئة الله النافذة و قدرته الشاملة. قال تعالى: " قل إن تخفوا ما في
صدوركم أو تبدوه يعلمه الله ويعلم ما في السماوات وما في الأرض والله على كل شيء
قدِير" (آل عمران, الآية 29).
المرتبة الرابعة: إيجاد الله لكل المخلوقات, و أنه الخالق و كل ما سواه مخلوق. قال تعالى:
" ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل"
(الأنعام, الآية 102).
و أهل السنة في الإيـمـان بالقدر بين
طائفتين غاليتين هما: (1) المكذبين بالقدر (2) التاركين للعمل اتكالا على القدر.
فأما المكذبين بالقدر,
المسمون بالقدرية: يزعمون أن الله يعلم بالموجودات بعد خلقها و
ايجادها, و قد سـماهم رسول الله صلّى الله عليه و سلم مجوس الأمة. و منهم القدرية
المتأخرة الذين يقرون بعلم الله أفعال العباد قبل وقوعها لكنهم زعموا بأن أفعال
العباد واقعة منهم على وجه الاستقلال, و هذا مذهب باطل و لو أنه أخف من مذهب
القدرية الأولى في بطلانه. و قد أراد القدرية بزعمهم تنـزيه الله سبحانه و تعالى,
فقالوا أن الله شاء الإيـمـان للكافر و لكن الكافر هو الذي شاء الكفر, و لكنهم
وقعوا فيما هو أشد من ذلك بأنهم جعلوا مشيئة الكافر تتغلب على مشيئة الله سبحانه و
تعالى.
و أما التاركين العمل اتكالا على القدر فهم بقولون: بما أن الله قدر كل شيء و علمه قبل وقوعه, فلماذا نعمل فلنترك الأمر للأقدار التي ستحصل شئنا أم أبينا. و أخذ هذا المذهب طوائف كثيرة , و أبطلوا به الأمر و النهي و أحدثوا في الأمة فسادا عظيما. و هم بذلك يزعمون أن العباد مجبرون على أعمالهم, و هم يسمون بالجبرية.
و أما أهل السنة فهم وسط
بين هاتين الطائفتين الغاليتين. فما عليه أهل الحق هو أنه يجب الإيـمـان بالقدر, و
لكن لا يجوز أن يحتج به في ترك العمل و لا أن يحتج به في مخالفة الشرع. فالقدر
عندهم يتعزى به بعد وقوع المصائب, و لا يحتج به لتبرير الذنوب و المعاصي.
مذهب أهل السنة في
الأسباب و علاقته بالتوكل:
إن الإيـمـان بالقدر لا
ينافي الأخذ بالأسباب, فإننا مأمورون بالأخذ بالأسباب مع التوكل على الله عزّ وجل,
و الإيـمـان بأن الأسباب لا تعطي النتائج إلا بإذن الله سبحانه و تعالى.
و يحرم على المسلم ترك الأخذ بالأسباب. و لذلك فإن مذهب أهل السنة هو وجوب
الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله, فلا نترك الأخذ بالأسباب, و لا نترك التوكل
على الله و الإيـمـان بأن كل شيء إنما يحصل بمشيئة الله سبحانه و تعالى.